رضاك خير من الدنيا وما فيها ... جلّ الفضائل جامعها وقاضيها

وأنت للروح راحا تستريح به ... وأنت للنفس أشهى من أمانيها

ونظرة منك ياسؤلي ويا أملي ... اشهى الي من الدنيا وما فيها

والله يعلم ان الروح قد تلفت ... من البعاد ويوم الوصل يحييها

اني وقفت بباب الدار اسألها ... عن الحبيب الذي قد كان لي فيها

فما وجدت بها أحدا يجاوبني ... إلاّ الحمام تغرّد في معانيها

فقلت يا دار! اين احبابنا رحلوا ... وهل ترى اي ارض خيموا فيها؟

قلّي بعيد العشاء شدّوا رواحلهم ... وخلفوني على الاطلال أبكيها

إن كنت تعشقهم قم شدّ والحقهم ... هذي طريقهم إن كنت تقفيها

ولا تسلُكن طريقاً لست تعرفها ... بلا دليل فتغوى في نواحيها

لحقتهم فأجابوني فقلت لهم ... اني عبيدا لهذي العيس احميها

قالوا كذبت وحقّ الله يا رجل ... هذي صفات الهوى بل أنت تخفيها

قال الدليل نعم لما رأوا سقمي ... ان المطايا لهذا اليوم نرجوها

قالوا ونحن بواد ما به عشب ... ولا طعام ولا ماء فنسقيها

خلوا جمالكم يرعون في كبدي ... لعلّ في كبدي تنبت مراعيها

أسقيهم دمع عيني كلّما عطشوا ... واصطلي النار من جوفي وأفديها

قالوا اتحمي جمالا لست تعرفها ... فقلت أحمي جمالا سادتي فيها

نفس المحبين على الأسقام صابرة ... لعل مسقمها يوما يداويها

ما يعرف الشوق إلا من يكابده ... ولا الصبابة إلا من يعانيهـا

ولا يعرف الشيء إلاّ من يجربه ... ولا يجوز شاهد الا من يزكيها

ولا يضمّ السريرة غير ساترها ... ولا الأمانات إلا من يؤديها

ولا ينام مستلذا من به قلق ... والنار ما تحرق إلا رجل واطيها

وامّا الذي باللوح قد كتبت ... إن لم أتتك والاّ أنت آتيها

ربّي صلّ على المختار من مضر ... محمدا خير قاصيها ودانيها


مختارات من الصور من حول العالم