أنت من ديارنا من شذاها يا نسيم الليل تخطر
حاملاً عبير أرض رواها في حنين القلب يزهر
أنت من حقولنا يا رسول من ربوع الخير عندنا
كيف حال بيتنا هل تبور أم هجرت أنت مثلنا
يا غريب الديار نسيم الجنوب
ضل فيك المزار غداة الهبوب
أنت من بلادنا يا نسيم يا عبيراً يقطع المدى
حاملاً هموم أرض يهيم أهلها في الأرض شردا
يا منشدين للغروب يا هائمين في الدروب
غنائكم هاج دموعي أدمى حنيني و ولوعي
نحن من الأرض الخضيبة
نحن من الدار السليبة
يا هل ترى بعد ليالي نجيئها تلك الحبيبة
في البال تحيا دروبها السمر سطوحها الحمر في البال زهر التلال
في البال تنيا ترابها الشمس الحب و القدس في البال رغم المحال
و ليلة لا جمال فارقها الجمال العدل زال و أسود لون الظلال
و لم تزل في البال شوق البال دار التلال
من هناك أنتم سمعت رياح بلادي و بوح الشوادي في غنائكم
من هناك أنتم لمحت ظلال سمائي و لون هنائي في جباهكم
بلادي يمر عليها مع الفجر لحني الوجيع
بلادي أعدني إليها و لو زهرة يا ربيع
و هناك يلثم شراعي جباه الروابي و فوق التراب أنام و أحلم
طاف الصمت على الطرقات و صار ظلام
حل الليل على الفلوات فأين ننام
لا مأوى لا مثوى هل نركض في الساحات
لا بيت لا صوت و صدمتم بالساعات
ذفنا الهول و ذفنا الليل بدون طعام
إن البرد كسانا اشتد فأين ننام
هل ننام و شراع الخير حطام
هل ننام و دروب الحق ظلام
و بيتنا الحبيب يسكنه غريب
و نحن لاجئون في الخيام
هل ننام
لن ننام
و الكون أسآً و ظلام
لن ننام
سيعم الأرض سلام
هيا إلى الصفوف مع الدجو نطوف
على الخيام نوقظ النيام
في الليلات من الهدئات يثور نشيد
في الإعصار و في الأمطار صداه يعيد
لن ننام و شراع الخير حطام
لن ننام و دروب الحق ظلام
وقوفاً أيها المشردون
وقوفاً يا ترى هل تسمعون
يا نائمين تحت كل شرفة
يا ساهرين عند كل عطفة
هبوا من الخيام هبوا من الظلام
لنبني حصون السلام
ديارنا من يفتديها من غيرنا يموت فيها
فداً لحماها و ورد رباها فدى كل حبة من ثراها
بلادي زماناً طويلا أذلك الغاصبون
بلادي أطلي قليلا فإننا راجعون
في هدأة السكون في رغبة الحصون
أصحابنا على الطريق الرحب يهتفون
في الأمطار راجعون في الإعصار راجعون
في الشموس في الرياح في الحقول في البطاح راجعون
بالإيمان راجعون للأوطان راجعون
في الرمال و الظلال في الشعاب و التلال راجعون
راجعون