سائل العلياء عنا والزمانا هل خفرنا ذمَّةً مُذْ عرفانا
الْمـروءاتُ التي عـاشت بنـا لم تزل تجري سعيرًا في دِمانا
ضحِك الْمجدُ لنا لَما رآنا بدم الأبطال مصبوغًا لِوانا
عرسُ الأحرار أن تسقى العِدى أكؤسًـا حُمـرًا وأنغـامًا حزانى
ضجَّت الصحراء تشكو عُرْيَها فكسَوْنـاهــا زئــيرًا ودُخــانـا
مذ ســــــقيناها العُلا من دمنا أيقنت أن مَعَـدًّا قد نَمانا
انشـــــروا الْهول وصُبّوا نـاركمْ كيفما شئتم فلن تلقَوا جبانا
شرفٌ للموت أن نُطعِمَه أنفسًا جبارة تأبى الهوانا
وردةٌ من دمِنــا في يــدِه لو أتى النارَ بها حالت جِنانا
يا جهادًا صفّق الْمجد له لبس الغارُ عليه الأرجوانا
شرفٌ باهتْ فلسطينٌ به وبنـاءٌ للمعـالي لا يُدانى
إنَّ جرحًا سال منْ جبهتها لثَمتــْهُ بِخُشوعٍ شفتــانـا
نحن يا أختُ على العهد الذي قد رضعنـاه من الْمهـد كِلانا
يثربٌ والقدسُ منذُ احتلمـا كعبتانا وهوى العُرْب هوانا
قُمْ إلى الأبطال نلمسْ جرحهمْ لَمســة تسبحُ بالطِّيب يــدانــا
قم نصُمْ يومًـا من العمـر لَهمْ هبْهُ صوم الفصح، هبهُ رمضانا
إنَّمـا الْحقُّ الذي مــاتوا له حقُّنا، نَمشي إليه أين كانا