أنـــــا فى بُــعدِكَ مـفـقودُ الهُدَى ضَائعٌ أهفوالى نــورٍ كـــريم ِ
أشترى الأحلامَ فى سُوق المُنى وأبيعُ العُمرَ فى سُوق الهُموم ِ
لا تَقل لي في غدٍ مـــــــوعـدُنا فــالـغدُ الموعودُ ناءٍ كالنجوم ِ
اغداً قُلتَ فعلّمنى اصطبَارا ليتنى اختصرُ العُمرَ اختِصارَا
عَبَرَت بى نًشوةٌ من فرحٍِ ٍِ فَرَقَصنا أنـا والقلبُ سُـــكََـَارى
وعَـــرَانا طائفٌ من خَبَلٍ ٍ فاندَفَعنا في الأماني نــتـبـارَى
سـنَذمُّ ُُ النور حتى يتَلاَشى ونـــذَمُّ ُ اللـيـلَ حـتى يـتـوارَى
انفردنا انا والقلب عشـــــيا ننسج الأمالَ والنَّجوى سويَّا
فركبنا الـوهـمَ نبغى دارَها وطوينا الدهر والعـالَم طـيَّا
فــبــلـغـناها وهــللـَنا لــهــا ونزَلـَنا الخُلَـَد فينـَاناّ ً نـديـاّ َ
ولقينا الحسنَ غَضّاً والصّبا وتملَّـينَا الـجـلاَل الأَبـدِيّــَا
قال لي القلبُ:احقّاً ما بلغنا كيف نَامَ القدرُ الســاهرُ عنا
اتُــــرَاهَا خـــدعةً حَاقت بنا اتُــــرَاها ظــِنــةً مـمـا ظَنََّنا
قلتُ لا تجزع فكم من منزلٍ عَز حتى صارَ فوقَ المُتَمنى
أَذِن اللهُ بـــه بــعــد الـنــوى فثوينا واســــترحنا وأمــِنَّّا
يا جِنَان الخُلدِ قَدَّمتُ اعتذاري إذ يَطوف الخلدَ سقمى ودَمارى
أيها الأمرُ فى مُلِك الهوى أعُـف عـــن لهفةِ روحى وأواري
أشتهي ضَمَّكَ حتى أشتفي فـــكأنى ظـــامئ أخـــــذ ثـــاري
غير أني كَّما أمتدت يدي لــعــنــاقٍ ٍ خِـفتُ أن تؤذيكَ ناري
لذعتني دمـعة تــلفح خدي نبهتني مــن ضلال ٍ لــيس يُـجـدِي
واختفت تلك الرَّؤََى عن ناظرى وطواها الغيبُ فى سِحرىَّ بُردِ
وتَـــلـفّــَتُ فـــلا أنــــت ولا جــنةـُ الـخـلد ولا أطيافُ سَـــعدِ
وإذا بي غارقٌ في محنَتي وبــــلائي اقـــطــعُ الأيامَ وَحـدِي
هاتِ قيثارى ودَعنى للخيالِ ِ وأســـقنى الوَهّم وعَلـَّل بالمحالِ
ودَع الـصدق لـمـن ينشــــده الحجى خصمىَ فأغمر بالضلال ِ
وخُـذ الأنــوارَ عنّى ربــمــا أجدَ الــرحـمةَ في جوف ِ الليالى
خلَّني بالشــوق ِ أســتدني غداً فــغداَ عــنــدي كـــآبادٍ طـوال